Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
26 mars 2006 7 26 /03 /mars /2006 00:00

 

تحت ستار العمل الديني البحث، ونشر التعليم والتهذيب بين أطفال مدينة الغزوات وما جاورها من قرى ، ودروس الوعظ والارشاد للكبار من مواطنين المدينة كانت تلك النخبة من الفقهاء المشايخ توجه الشعب توجيها عربيا اسلاميا وطنيا يناقض كل المناقضة، سياسة الاحتلال وتوجيهه. لقد ظهرت في مدينة الغزوات نخبة لا بأس بها من الطلبة والأساتذة والمشايخ قدّموا الكثير لسكان هذه المدينة، فمنهم الكثير الذين كانوا يعبرون الحدود الجزائرية المغربية للتوجه غالبا إلى مدينة فاس حيث جامعة القرويين لتلقي العلوم الدينية الفقهية واللغوية.
يذكر لنا الأستاذ والمؤلف المهيدي غوتي في كتابه رحلة المصير قائلا: "هذه النخبة مثقفة وواعية في آخر الحرب العالمية الثانية كانت من إحدى نواة العلم والعلماء في الغزوات ... كانت عائلة الحاج البشير القباطي عائلة كبيرة، الحاج البشير له أولاد كلهم كانوا يتمتعون بشيء من الثقافة." ثم يواصل قائلا: "أكثر من ذلك كانوا يحبون وطنهم وواعون بالقضية الجزائرية في تلك الفترة، التي كانت فيها الأمية والفقر متفشيان في كل البلاد. لقد ناضلوا في المساجد وفي القرى المجاورة وفي المدارس وفي الملتقيات مع الناس حتى أن البعض منهم أصبح يقلق السلطات الفرنسية فأبعدوا عن الغزوات وفي ظروف أخرى أبعدوا عن البلاد.
ثم يذكر لنا الأستاذ مهيدي بعض الأسماء فيقول: "منهم الأساتذة: بوزيان التلمساني، برحو عبد القادر، مرابط محمد، بوراق البشير، عقاب البشير، قباطي محمد، والقائمة تطول مع طلاب آخرين من دوائر أخرى مثل جبالة، مسيردة ومغنية."
تلك القائمة من الأسماء المتبقية وجدنا البعض منها عند المجاهد سي الطاهر بعوش والذي أوضح لنا أن هؤلاء هم أول من درّسوا التاريخ والجغرافية، وهم أول من ساهموا في عودة الوعي الوطني لدى الكثير من أبناء الغزوات والكل يعلم أن خطباء المساجد والزوايا كانوا يقدمون دروسا في التاريخ والوطنية تحت غطاء الدّين فعنونوها بالفقه والعقيدة والسيرة النبوية، وكانت في الحقيقة دروس في التاريخ والجهاد وإظهار الحقائق التي كان من المفروض أن تعرفها الأجيال آنذاك."
من بين هؤلاء يذكر لنا المجاهد سي الطاهر بعوش : الشيخ خليفة سي اعمر خطيب ومدرس بسيدي اعمر، الشيخ بن عزة إمام ومدرس، الشيخ شريف إمام وخطيب بالجرف سابقا Briganville، الشيخ حُمَّاد إمام ومدرس بقرية ولاد زيري، الشيخ بن يوسف إمام بقرية تيانت، الشيخ حسان إمام ومدرس بنفس القرية، الأستاذ سي أحمد اليوبي إمام خطيب ومدرس، الشيخ شيبان أحمد إمام وخطيب بحي صالح وسط المدينة، الشيخ بن خليفة سي عبد الله إبن الشيخ سي بن خليفة اعمر المذكور أعلاه، إمام وخطيب، الشيخ العثماني إمام وخطيب ببني منير ترارا، الشيخ حدّوش المعروف بسي رابح إمام وخطيب بقرية جامع الصخرة، الشيخ القباطي سي محمد المعروف باسم سي موح الشيخ إمام خطيب ومدرس بالجامع الكبير للمدينة إلى ما بعد الاستقلال، الشيخ القباطي سي لخضر إمام خطيب ومدرس، والشيخ القباطي الأخ الكبير إمام بقرية ولاد زيري، الشيخ القباطي سي محمد لكحل إمام وخطيب ومدرس، تابع دروسه بجامعة القرويين بمدينة فاس، الشيخ مولاي إمام وخطيب بقرية أولاد علي، تابع دروسه بجامعة القرويين، الشيخ برَّحو سي عبد القادر إمام وخطيب ومدرس، الشيخ منصوري عبد الرزاق بجبالة تابع دروسه بجامع الأزهر الشريف بالقاهرة مصر.
إذا نستطيع أن نتأكد من أن هؤلاء المشايخ الكرام عملوا طوال حياتهم على تهيئة أرضية الثورة بالتعليم ونشر الوعي الذي حافظ على الشخصية الجزائرية، وكون جيشا من الشباب أصبحوا بعد اندلاع الثورة من عناصر وإطارات وقيادات الثورة المسلحة.
ولعل هذا ما أكده تقرير ضابط المخابرات الفرنسي الكومندان "جاك كاري" المختص في الشؤون السياسية بالولاية العامة الفرنسية بالجزائر، عندما قال في تقريره عن اندلاع الثورة ((...قد لا تكون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على إطلاع على القرار السري لإعلان التمرد في أول نوفمبر 1954 ولكنها هي التي مهدت له الأرضية وكونت إطاراته اللازمة.
1465263_692548234109360_710935960_n.jpg

 

 
Partager cet article
Repost0

commentaires

ح
Répondre